
وقفة فكر وطنية عند مستوى الوعي الجنوبي !!
بما أننا قد عشنا في كنف الدولة الجنوبية المستقلة التي كانت تحمل في طيات إسمها مصطلح ( الديمقراطية ) ولكنها كانت بنظام فكر أحادي يتجسد في شعار ( لا صوت لشعب يعلو على صوت الحزب الاشتراكي الحاكم لهذا الشعب ) على مدى (23) سنه وكان أي صوت لفكر متعدد أمامه خيارين لا ثالث لهما أما الموت على أرض الجنوب بتهمة الخيانه والعمالة والارتزاق والرجعية أو الرحيل ومغادرة أرض الجنوب التي لا تقبل العيش بالفكر المنفتح والمتعدد ..
وكما عشنا في كنف دولة الوحدة اليمنية بنظام الفكر المتعدد بالنهج الراسمالي أربع سنوات وبعدها فرضت علينا الوحدة بالقوة العسكرية وعشنا (13) صابرين على الظلم والاقصاء خشية من العودة إلى نظام الحكم بالفكر الأحادي و كانت هناك أصوات جنوبية تنادي بتصحيح مسار الوحدة لرغبتها بنظام الفكر المتعدد ..
وحتى حينما قامت ثورة الحراك الجنوبي بأول شرارة لها في يوليو 2007 كانت تؤمن بالفكر المتعدد الذي تجسد بتعدد المكونات الثورية بمختلف أسمائها كما هو حال المكونات القائمة على الساحة الجنوبية حتى حاضر اليوم وكما أن جميع المكونات تنشد جنوب جديد يتسع لكل أبناؤه بمجمل فكرهم المتعدد دون إقصاء والعودة إلى المربع الفكري الأول.
فحتى سفراء دول العالم عندما يلتقون بأي مكون ثوري جنوبي يقولون لهم أن أردتم العالم يتعاطى معكم عليكم أن تأتونا بقيادة (موحدة) وليس ( أحادية) والموحدة هي يحتفظ كل مكون ثوري بكيانه ويجتمعون كل المكونات بمثلين عنها في منظومة ثوريه موحدة وهذا يعكس مبدأ القبول بالتعدد الفكري السائد في العالم الذي ينبذ ويرفض الفكر الأحادي الذي عفاء عليه الزمن ..
ومن خلال هذه الحقب الزمنية التي عاشها شعب الجنوب فقد توجب علينا الوقوف وقفة وطنية عند مستوى الوعي الجنوبي السائد في المرحلة الراهنة وتقيم مستوى الاستفادة الفكرية من الماضي والمعاصر ونسأل أنفسنا هل نحن فعلاً نريد جنوب جديد يتسع لكل أبناؤه بمختلف التعدد الفكري لهم فإذا كانت الإجابة لدى الجميع (نعم ) .
فلماذا يتم اعادة إنتاج شعار لا صوت يعلو فوق صوت الفكر الأحادي بإعادة إنتاج شعار ( المجلس الانتقالي يمثلني ) ومحاولة فرضه بالإرهاب الفكري لكل من يقول بأنه لا يمثله لأنه إقصاء كل مكونات الثورة الجنوبية وأصبح قيادة أحادية وليس موحدة ؛ فهل يعقل أننا بعد (٥٤) عام مضت سنجعل أبناء شعبنا الجنوبي اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما أما اتهامك بالعمالة والارتزاق وتستحق الاعتقال ومداهمة بيتك او موتك باغتيال مجهول أو الرحيل من الجنوب كما رحلوا من سبقونا من الرعيل الأول اذا كانت هذه الدولة التي تنشدون إعادتها بجنوب جديد بفكر قديم فليس أمامنا سوى إختيار الخيار الاول لأننا لا نرغب بالعيش خارج الوطن ونفضل الموت على ترابة لنكون شهداء في سبيل ترسيخ القبول بالفكر الحنوبي المتعدد ..

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها