
ثورة سبتمبر اليماني
ثورة سبتمبر اليماني 1962 ، التي قلعت حكم أدعياء الحق الإلهي في المَسْيَدة على اليمنيين ..
لم تقم الحركة الوطنية ضد الإمام يحيى وضد إبنه أحمد ، بسبب المَذْهَب ، فقد كانت الحركة الوطنية متعددة المشارب ، ولكن الرفض الوطني كان مرتكزاً على رفض أدعياء الحق الإلهي في المَسْيَدة على الشعب اليمني والهيمنة على السِّلطة والثروة .
فدعوى الحق الإلهي في السيادة تنتزع حق المواطنة المتساوية ، التي ينبغي أن يتمتع بها كل أفراد الشعب ، وإن حصل أي استئثار بمال وسلطة ، لفئة أو أفراد ، فيعتبر فساداً ينبغي محاربته ، وليس حقاً يتم الدفاع عنه .
هذا هو أساس الرفض الوطني لحكم أئمّة الكهنوت عبر تأريخ اليمن الإسلامي ، لذا لم يتمكن الكهنوت الإمامي من حكم اليمن إلّا في فترات محدودة معدودة ومنها فترة بيت حميد الدين .
الدول الكبرى في اليمن عبر تأريخه الإسلامي ، كانت إما في إطار الخلافة الإسلامية الكبرى ، أو تلك الدول الكبرى المستقلّة ، كما كانت عليه الدولة الرسولية والتي كانت من أقوى الدول المستقلة في تأريخ اليمن ، بعد انهيار الدولة الحميرية قبل الإسلام . وقد شملت الدولة الرسولية جميع أجزاء الجغرافيا اليمنية الطبعية ، وامتد نفوذ الرسوليين حتى مكة ، حيث كان لهم عنايتهم بكسوة الكعبة والمدارس في مكة واليمن عموما ، وقد شهدت اليمن في ظلهم نهضة علمية وزراعية وإقتصادية ، وكان ملوكهم علماء على مستواً عالٍ من المعرفة في العلوم الطبعية والشرعية .
إمتدت فترة الدولة الرسولية ، لأكثر من مأتي سنة ، يعني لأكثر من قرنين ، وكانت لليمن سمعتها العالية في الوسط الإسلامي في ظلهم ، وكان مركب الحج اليمني مثلاً ، يقدّم على سائر المراكب من جميع أنحاء العالم الإسلامي .
وكان للرسوليين مشاركتهم في مواجهة العدوان التتري الذي اجتاح العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري .
وهنا نأتي لإشكالية أخرى مع كيانات أئمّة الكهنوت في اليمن وهو الإنغلاق والخرافة والتخلّف ، وهو الوضع الذي حاولت القوى الوطنية أن تخرج اليمن منه في ظل حكم الإمامين يحيى وأحمد ، لكنهم فشلوا ، بسبب الطبيعة المنغلقة عادة لأئمّة الكهنوت ، فكان لابد من ثورة تقلع هذا الكيان الإمامي الفاشل المتخلف بطبيعته ، وكان تاج التغيير هو ثورة سبتمبر اليماني 1962.
أما الإمام يحيى نفسه ، فلم يكن متعصباً مذهبياً ، عكس والده محمد ، وقد كان والده غير راضٍ عنه ، وكان يصفه بالجندرة ، وكان يقول عنه ؛ " الولد يحيى تجندر " ، أي تأثر بشيخه العلامة أحمد الجنداري والذي كان من أعلام علماء السنة في اليمن ، بعد أن كان جارودياً متعصبا .
وهنا يجدر بنا أن نذكر ، أن ثورة سبتمبر 1962، لإن كانت قد اقتلعت رأس الكهنوت وهي الإمامة ، لكنها غفلت عن أساس إمامة الكهنوت وهو المذهب .
فالمذهب الهادوي الطبرستاني ، المعروف مغالطة بالزيدي ، هو "الفَقَّاسة"، التى مازالت تنتج لليمنين كوارثهم بين الحين والآخر ، بتوليد أئمّة كهنوت بين الحين والآخر ، فما إن اقتلعت ثورة سبتمبر ، رأس الإمامة في 1962 ، حتى عاد بعد أكثر من نصف قرن للظهور الإمام عبده الحوثي

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها