
( الإخوان المسلمون ) و(الإخوان اليهود)
شيطنة(الإخوان المسلمين ) والسعي للتطبيع مع (الإخوان اليهود) أراه وضعا طبيعيا بالنسبة للأنظمة العربية وبحسابات العقل والمنطق والسياسة فإن(الإخوان المسلمين ) يمثلون خطرا استراتيجيا على المدى البعيد بالنسبة للأنظمة العربية بينما (الإخوان اليهود) يمثلون مصدر أمن واستمرار وبقاء لهذه الأنظمة.
(الإخوان المسلمون) يحملون رؤية تغييرية تتناقض تماما مع رؤية الأنظمة، فالإخون في أدبياتهم التي يتحدثون بها يهيئون المنطقة للديمقراطية ومنع إحتكار السلطة وإلى رقابة البرلمانات المنتخبة على الحاكم المنتخب، ثم أن لهم قراءة دينية مرنة تتناسب إلى حد كبير مع الشعارات الأممية والتغيرات الحاصلة في العالم، فهم يقربون الشورى من الديمقراطية ويواكبون تشريعات حقوق الإنسان وحرية الرأي وحدود الدولة الوطنية وكل هذا يجعلهم(حكومة ظل) ومنافسا مفترضا وبديلا جاهزا للملكيات والحكام العسكريين في ظل تأرجح الوضع العالمي وتبدل أمزجة سياسة الدول الكبرى تجاه المنطقة العربية، وقد ذكر (وليد الهرويني) في كتابه (خارطة الدم) أن هناك الكثير من صانعي السياسة الأمريكية ومنهم وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس أعترفوا بخطأ دعم الأنظمة العربية حيث أن ذلك لم يوفر أي استقرار في المنطقة ودعا هؤلاء الساسة إلى طي صفحة الأنظمة وإتاحة الفرصة للشعوب العربية لتقول رأيها وتحكم نفسها بنفسها كسبيل وحيد للاستقرار ، وبالتأكيد أن تجارب الديمقراطية العربية قد خدمت (الإخوان المسلمين) كما في مصر وتونس والمغرب، ومنذ سنوات قال الرئيس الليبي معمر القذافي أنه لو ترك الخيار للشعوب الإسلامية في اختيار حكامها لاختاروا أسامه بن لادن ، بمعنى أن الشعوب العربية بعاطفتها الإسلامية وتجارب الفشل السياسية ستختار من يرفع الشعارات الإسلامية.
وبما أن الأنظمة العربية ترى في (الإخوان المسلمين) عدوا ومنافسا فمن الطبيعي والطبيعي جدا أن تصنفهم كجماعة إرهابية كما ومن الطبيعي جدا في مرحلة اهتزازات عالمية وتقلبات سياسات الكبار أن تذهب هذه الأنظمة إلى(الإخوان اليهود) فتسعى لتطبيع العلاقة معهم لأنهم البوابة التي يمكن الولوج منها إلى صناع السياسات العالمية ولأنهم المتحكم في السياسات النقدية والحركة الاقتصادية والمسيطرون على وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجيه العالمية ومن ناحية أخرى (فالإخوان اليهود)يشعرون أن (الإخوان المسلمين ) يمثلون خطرا مشتركا للفريقين.
ربما تكون هذه قراءة بسيطة وطبيعية بل وبديهية، وفي السياسة الميكافيلية لا توجد هناك قيم ومباديء ثابتة بل هناك مصالح متغيرة أو كما قال المرحوم عبد الكريم الإرياني [ " مافيش في السياسة (الله المستعان) يا آنسي " ].
أنا هنا لا أبرر للأنظمة حربها (للإخوان المسلمين ) ولا مسارعتها لكسب ود(الإخوان اليهود) والتطبيع معهم ولكني أقرأ المشهد كما هو لا كما ينبغي أن يكون.
وعلى (الإخوان المسلمين) أن يفهموا ذلك جيدا فلا يستجدون الهيئات ولا المنظمات كإجراء استرتيجي ووحيد ويجب أن يتوقعوا أن الأنظمة العربية ستواجههم بالدين ورجاله وبالإعلام والمال والأحزاب والجماعات داخل الدول العربية وبجماعات الضغط وغيرها في الدول الكبرى .
فهل سيبقى (الإخوان المسلمون) يتلقون الصفعات وينتظرون القرارات في ظل ضيق خياراتهم أم أن لديهم الكثير من الأوراق التي يستطيعون اللعب من خلالها والتي ليس منها طبعا طمأنة الأنظمة بأنهم لا يمثلون لها أي خطر.
أي مواطن عربي مثلي يعيش في هذه المنطقة فإنه يحلم بالأمن والاستقرار والتنمية وأن يتفق المتنافسون ويتعايش الفرقاء ثم يتجهون إلى معالجة مشاكلنا الكبرى في البحث عن الأمان والخدمات والتعليم والمستقبل الآمن.

- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها